Global searching is not enabled.
Skip to main content

مقدمة عن مكافحة العدوى واحتياطات العزل فى المنشآت الصحية

"last update: 5 Oct 2024"  

- مصادر العدوى المكتسبة بالمنشآت الصحية


هناك مصدران أساسيان للعدوى المكتسبة بالمنشآت الصحية:

1)     مصدر عدوى ذاتي:

يوجـد مسـبب العـدوى داخـل المريـض كجـزء مـن الميكروبـات المقيمـة (الفلـورا الطبيعيـة)، وأثنـاء إقامــة المريــض فــي المستشــفى والتعامــل معــه قــد يطــرأ تغيــر علــى مســتوى مناعتــه أو تصــل بعـض هـذه الميكروبـات للمناطـق المعقمـة بطبيعتهـا مـن الجسـم أثنـاء القيـام ببعـض الإجـراءات الاختراقيــة كمــا هــو الحــال فــي تركيــب قســطرة وريديــة أو بوليــة أو إجــراء عمليــة جراحيــة أو

قـد يزيـد عـدد هـذه الميكروبـات عـن الطبيعـي نتيجـة عمليـة الضغـط الانتقائـي نتيجـة اسـتخدام المضـادات الحيويـة واسـعة المجـال ممـا يـؤدي إلـى حـدوث العـدوى.

2)     مصدر عدوى خارجي:

تحـدث العـدوى عـن طريـق دخـول بعـض الميكروبـات إلـى جسـم المريـض مـن مصـدر خارجـي، ومـن ثـم فقـد تنتقـل إليـه العـدوى بطريقـة مباشـرة أو غيـر مباشـرة.

الحواجز الطبيعية التي تقي من العدوى داخل الجسم :

1 الجلـد: هـو خـط الدفـاع الأول بشـرط أن يكـون سـليما , وعنـد تعـرض الجلـد السـليم للتلامـس مــع الميكروبــات فإنــه يمكــن إزالــة هــذه الميكروبــات عــن طريــق غســل الجلــد، ولكــن إذا جــرح الجلـد أو فتـح بـأي طريقـة كمـا هـو الحـال فـي الإكزيمـا أو الجـروح، عندئـذ يمكـن أن تدخـل هـذه الميكروبـات الجسـم عبـر هـذه الجـروح.

-2 الأغشـية المخاطيـة: تغطـى الأغشـية المخاطيـة بإفـرازات طبيعيـة تقـي الجسـم مـن بعـض الميكروبـات التـي قـد تهاجـم الجسـم، كمـا أن الأغشـية المخاطيـة عـادة مـا تغيـر وتبـدل خلاياهـا للحفــاظ علــى ســلامتها، وتغطــي الفلــورا الطبيعيــة الأغشــية المخاطيــة وتقيهــا مــن البكتيريــا الخارجيـة« وفـى حالـة مـا إذا حـدث أي تغيـر فـي الفلـورا الطبيعيـة بسـبب بعـض الأدويـة، فقـد يـؤدي ذلـك إلـى اسـتعمار الميكروبـات للجسـم ومـن ثـم قـد تحـدث العـدوى. وجديـر بالذكـر أن الميكروبـات المسـببة للأمـراض

3 المناعـة الذاتيـة المعتمـدة علـى الأجسـام المضـادة : وهـى أجسـام مضـادة أو بروتينـات تفرزهـا بعـض خلايـا الجسـم، ووظيفتهـا الهجـوم علـى الميكروبـات المسـببة للأمـراض التـي تدخـل الجسـم وتحـول دون انتشـارها فـي الجسـم.

-4 المناعـة الخلويـة: وتتحكـم فـي هـذا النـوع مـن المناعـة بعـض أنـواع خلايـا الـدم البيضـاء التـي تتولـى تنسـيق عمليـة مواجهـة الميكروبـات الغريبـة عـن الجسـم، وهـذه الخلايـا لديهـا القـدرة علـى تدميـر الميكروبـات المسـببة للأمـراض، حيــث تهاجــم هــذه الخاليــا الميكروبــات مباشــرة أو تحفــز مــوادا معينــة( أجســام مضــادة أو الإنترفيـرون) والتى تعمـل علـى تثبيـط نشـاط هـذه الميكروبـات، وتعتبـر المناعـة الخلويـة هـي المكـون الأساســي للجهــاز المناعــي داخــل جســم الإنســان،  حيــث تختــزن المعلومــات وتتعــرف علــى مولدات الأجسـام المضادة (المسـتضدات) للميكروبات كما تقوم بتحفيز رد الفعل أو الاسـتجابه الوقائيـة فـي حـال إذا مـا كان هنـاك احتمـال للتعـرض لبعـض الميكروبـات المسـببة للمـرض.

التحول من الاستعمار بالميكروبات إلى العدوى :

تعتمـد فرصـة الإصابـة بالعـدوى مـن عدمهـا بعـد التعـرض للميكروبـات علـى التفاعـل بيـن هـذه الميكروبـات ودفاعـات الجسـم. وليـس حتمـا علــى كل مـن يصـاب بالاسـتعمار الميكروبـي أن يصـاب بالعـدوى، فقـد يمثـل أولئـك الأشـخاص الذيـن انتقلـوا مـن مرحلـة الاسـتعمار الميكروبـي  إلـى مرحلـة العـدوى جـزء بسـيطا فقـط مـن إجمالـي الأفـراد الحامليـن للميكـروب المسـبب للمـرض.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى داخل المنشآت الصحية:

يتمتــع الأشــخاص الأصحــاء بمناعــة طبيعيــة ضــد العــدوى، أمــا المرضــى المصابــون بنقــص المناعـة والأطفـال حديثـى الـولادة والمسـنون والأشـخاص المصابـون بأمـراض مزمنـة فهـم أقـل مقاومـة للعـدوى، ومـن ثـم فهـم أكثـر تعرضـا للإصابـة بالعـدوى بعـد الاسـتعمار بالميكروبـات، لذلــك نجــد أن العامليــن الآصحــاء وإن كانــوا معرضيــن لخطــر الإصابــة بالعــدوى فــي مــكان عملهــم إلا أن ذلــك يكــون بصــورة أقــل مــن المرضــى.

دورة انتقال العدوى(سلسلة العدوى):


لا تحــدث العــدوى إلا مــع وجــود العناصــر الأساســية المؤديــة إلــى ذلــك وهــذه العناصــر هــي:

عامـل مسـبب للعـدوى، ومصـدر لهـذا العامـل، وعائـل معـرض للإصابـة بهـذا العامـل، والأهـم مـن ذلـك كلـه وجـود طريقـة ينتقـل بهـا العامـل مـن المصـدر إلـى العائـل، ويعـرف التفاعـل بيـن هـذه العناصـر جميعـا باسـم (سلسـلة العـدوى) أو (دورة انتقـال العـدوى).ويركـز ذلـك التفاعـل

على الروابط والعلاقات بين جميع هذه العناصر. ويوضح الشـكل رقم (1) دورة انتقال العدوى مـن شـخص إلـى آخـر، وللحيلولـة دون انتقـال العـدوى يجـب كسـر هـذه الـدورة فـي نقـاط معينـة.

المكونات الخمسة لدورة انتقال المرض


العوامل المسببة للعدوى:

وهــي تلــك الميكروبــات التــي يمكــن أن تتســبب فــي اإلصابــة بالعــدوى أو المــرض، وتشــمل (البكتيريــا والفيروســات والفطريــات والطفيليــات).

أولآ: مســتودع العــدوى: وهــو المــكان الــذي تعيــش فيــه الميكروبــات المســببة للمــرض وتنمــو وتتكاثـر، وقـد يكـون فـي الإنسـان أو الحيـوان أو النبـات أو التربـة أو الهـواء أو المـاء أو غيـر ذلـك مـن المحاليـل أو األدوات والمعـدات المسـتخدمة فـي المستشـفيات، والتـي قـد تكـون مكمنـا للميكروبـات المسـببة للمـرض.

ثانيـا :أماكـن الخـروج: تطلـق علـى الطريـق الـذي تخـرج مـن خاللـه العوامـل المسـببة، ويمكـن للكائـن المسـبب للعـدوى أن يخـرج مـن المكمـن مـن خـال الـدورة الدمويـة أو الفتحـات الموجـودة بالجلـد (مثـل الجـروح السـطحية، والجـروح العميقـة، والمواضـع التـي خضعـت للجراحـة والطفـح الجلـدي) والأغشـية المخاطيـة والجهـاز التنفسـي والجهـاز البولـي والتناسـلي والجهـاز الهضمـي، وذلـك عـن طريـق الـدم أو اإلفـرازات أو الـرذاذ الـذي يصـدر عـن هـذه األجـزاء مـن الجسـم. 

ثالثآ: طــرق الانتقــال: تطلـق علـى الطريقـة التـي تنتقـل بهـا الميكروبـات مـن المسـتودع إلـى العائــل المعــرض للإصابــة، وتوجــد خمــس طــرق أساســية لانتقــال العوامــل المعديــة وهــي:

1 التلامــس: يعتبــر التلامــس مــن أهــم طــرق انتقــال العــدوى وأكثرهــا شــيوعا فــي المنشــآت الصحيــة ويمكــن تقســيمه إلــى نوعيــن فرعييــن:

- التلامــس المباشــر: ويقصــد بــه انتقــال الميكروبــات نتيجــة تلامــس ســطح جســم شــخص  مصــاب بالمــرض مــع ســطح جســم آخــر عرضــة للإصابــة بذلــك المــرض.

 - التلامـس غيـر المباشـر: ويقصـد بـه تلامـس المعـرض للإصابـة بالمـرض مـع أدوات ملوثـة مثــل المعــدات والإبــر والضمــادات الطبيــة الملوثــة أو الأيــدي الملوثــة للقائميــن علــى خدمــات الرعايـة الصحيـة أو القفـازات الملوثـة التـي لـم يتـم اسـتبدالها عنـد التعامـل مـع المرضـى.

2 -الـرذاذ (الانتقـال عـن طريـق القطيـرات): ويقصـد بـه انتقـال الميكروبـات المسـببة للمـرض عـن طريـق الـرذاذ الـذي يحتـوى علـى الميكروبـات الناتجـة عـن الشـخص مصـدر العـدوى أثنـاء قيامــه بالتحــدث أو العطــس أو الســعال أو الناتــج عــن بعــض الإجــراءات الطبيــة مثــل إجــراء منظــار للشــعب الهوائيــة أو أجهــزة شــفط الســوائل مــن الجهــاز التنفســي، وينتشــر ذلــك الــرذاذ الملـوث عبـر الهـواء لمسـافة قصيـرة ال تزيـد عـن 1-2 متـر ويتـم دخولـه إلـى جسـم العائـل عـن طريـق الفـم أو الأنـف أو الملتحمـة.

3 الانتقــال عــن طريــق الهــواء: قــد ينتقــل العامــل المســبب للعــدوى عبــر نويــات قطيريــة( رذاذيــة )صغيــرة جــدا (أقــل مــن أو تســاوي 5 ميكرونــات) تحتــوي علــى كائنــات دقيقــة تظــل معلقـة فـي الهـواء الـذي يحملهـا لمسـافات بعيـدة -بخـلاف القطيـرات الكبيـرة- ثـم يقـوم العائـل المعـرض للإصابـة بالمـرض باستنشـاق تلـك النويـات الصغيـرة ومـن أمثلتهـا (الحصبـة والـدرن( وتظــل هــذه النويــات الصغيــرة معلقــة فــي الهــواء لفتــرات زمنيــة متغايــرة وهنــا يلــزم الاســتعانة بأســاليب التهويــة الخاصــة لمنــع انتقــال هــذه الميكروبــات.

4 العامـل الوسـيط الناقـل: قـد تنتقـل الميكروبـات المسـببة للعـدوى بطريقـة غيـر مباشـرة إلـى العائـل المعـرض للعـدوى عـن طريـق مـادة ملوثـة بالعامـل المسـبب للعـدوى ومـن هـذه النواقـل الطعـام (مثـال ذلـك: السـالمونيال)، والـدم (مثـال ذلـك : فيـروس الالتهـاب الكبـدي «بـي » وفيـروس الالتهـاب الكبـدي «سـي »وفيـروس العـوز المناعـى لـدى الإنسـان) والمـاء (مثـال ذلـك : الكوليـرا والشـيجلال).

5 العائــل الوســيط الناقــل: يمكــن أن تنتقــل الميكروبــات المســببة للمــرض للعائــل المعــرض للإصابـة عـن طريـق الحشـرات وغيرهـا مـن اللافقاريـات (مثال:البعـوض الـذي قـد ينقـل الملاريـا والحمـى الصفـراء وحمـى الـوادي المتصـدع، والبراغيـث التـي قـد تنقـل الطاعـون). إلا أن أهميتهـا فـى نقـل عـدوى المنشـآت الصحيـة أقـل منهـا فـى المجتمـع.

رابعا أماكن الدخول: تمثـل أماكـن الدخـول الطريـق الـذي تسـلكه الميكروبـات المسـببة للمـرض لتدخـل جسـم العائـل المعـرض للإصابـة، وقـد تدخـل هـذه الميكروبـات عـن طريـق:

-        مجرى الدم (من خلال مواقع دخول الأجهزة للدم مثل القساطر الوريدية والمحاقن(.

-        فتحات الجلد (مثال: الجروح السطحية والعميقة والطفح الجلدي وموضع الجراحة(.

-        الأغشية المخاطية (مثال: العيون والأنف والفم(.

-        الجهاز التنفسي (مثال: الشعب الهوائية والرئتين(.

-        الجهاز البولي والتناسلي (مثال: المهبل ومجرى البول.(

-        الجهاز الهضمي (مثال: الفم وفتحة الشرج).

خامسا: العائل المعرض للإصابة:وهـو الشـخص الـذي يمكـن أن يصـاب بالعـدوى عـن طريـق الميكروبـات المسـببة للمـرض، وقـد

يكون هذا العائل هو المريض أو العامل بمجال الرعاية الصحية أو الأفراد العاملين كمساعدين بالمستشـفى أو زوار المستشـفى وغيرهـم مـن أفـراد المجتمـع، ويختلـف العائـل باختـلاف العامـل المســبب للمــرض، ويســاعد التطعيــم ضــد أنــواع معينــة مــن الميكروبــات المســببة للعــدوى فــي تقليـل الإصابـة بالأمـراض التـي تسـببها هـذه الميكروبـات.